مقدمة:

الحمد للّه‏ ربّ العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا ونبيّنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة اللّه‏ على أعدائهم أجمعين

قال اللّه‏ تبارك وتعالى في القرآن الكريم: «فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ»(سورة التوبة، الآية 122) .

وقال تعالى:«وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي» (سورة الذاريات، الآية 56) .

وقال تعالى: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفا فِطْرَةَ اللّه‏ِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّه‏ِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» (سورة الروم، الآية 30) .

أمّا بعد فإنّ موضوع البحث ومحل النقض والابرام هو ما يتصل بثمرة علم الأصول، وهي مسألة «الاجتهاد والتقليد» وما يرتبط بهما من استلزامات شرعية وعقلية والتي سنقوم باستعراضها في مطاوي هذه الدراسات الفقيهة إنّ شاء اللّه‏ تعالى.

قبل الخوض في المقصود وايضاح تلك المسائل المهمّة والثمرة الأصولية نشير إجمالاً تحت عنوان المدخل والمقدّمة إلى مسؤولية الإنسان من حيث وظائف العبودية الإلهيّة للمولى الحقيقي اللّه‏ سبحانه تعالى عقلاً وشرعا، وعلما وعملاً، إذن فلابدّ أن يؤدي ذلك المسؤولية أمام العقل والشرع وإلاّ هو ظالم ومتعدٍّ على حق المولي وحدود اللّه‏ تبارك وتعالى: «وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأوْلَـآئكَ هُمْ الظَّـلِمُونَ» (سورة البقرة : الآية 229) .

والظلم محكوم وفاعله مستحقّ للعقوبة شرعا وعقلاً... هذا المدخل مشتمل على ثلاثة فصول: اللّهم وفقنا لأداء مسؤوليتنا العظيمة والوصول إلى حقيقة الأمر فإنّك خير ناصر ومعين.

«وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنى ءَادَمَ وَ حَمَلْنَهُمْ فى الْبرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنَهُم مِّنَ الطیِّبَتِ وَ فَضلْنَهُمْ عَلى كثِیرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلاً» (سؤرة الاسراء: الآیة 70).

                                                                                                                                                   الموحدي النجفي

                                                                                                                                         15 / رمضان المبارک / 1428